دع الايام
************************************************
دع الأيام تفعل ما تشـــاء وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تجـــزع لحادثة الليالي فمـــا لحوادث الدنيا بقاء
وكن رجلا على الأهوال جلدا وشيمتك السماحة والوفــاء
وإن كثرت عيوبك في البرايا وسرك أن يكون لهـا غطاء
تستر بالسخــاء فكل عيب يغطيه كمــا قيل السخـاء
ولا تر للأعـــادي قط ذلا فإن شماتة الأعــداء بـلاء
ولا ترج السماحة من بخيـل فمــا في النار للظمآن ماء
ورزقك ليس ينقصـه التأني وليس يزيد في الرزق العناء
ولا حزن يدوم ولا سـرور ولابؤس عليك ولا رخاء
إذا مــا كنت ذا قلب قنوع فأنت ومالك الدنيا سواء
ومن نزلت بساحته المنايا فلا أرض تقيه ولا سماء
وأرض الله واسعة ولكن إذا نزل القضا ضاق الفضاء
دع الأيام تغدر كل حين فما يغني عن الموت الدواء
**********************************************
يا واعظ الناس
يا واعظ الناس عما أنت فاعله يا من يعد عليه العمر بالنفس
احفظ لشيبك من عيب يدنسه إن البياض قليل الحمل للدنس
كحامل لثياب الناس يغسلها وثوبه غارق في الرجس والنجس
تبغي النجاة ولم تسلك طريقتها إن السفينة لا تجري على اليبس
ركوبك النعش ينسيك الركوب على ما كنت تركب من بغل و من فرس
يوم القيامة لا مال ولا ولد وضمة القبر تنسي ليلة العرس
**********************************************
اذا شئت ان تحيا سليما من الاذى ودينك موفور وعرضك صين
فلا تذكرن عورت امرى فكلك عورات وللناس ألسن
وعيناك ان ابدت اليك معائبا فدعها وقل ياعين للناس اعين
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى ودافع ولكن بالتي هي أحسن
*********************************************
قَنَعْـتُ بِالقُـوتِ مِنْ زَمَـانِـي وَصُنْـتُ نَفْسِـي عَـنِ الهَـوَانِ
خَوفـاً مِـنَ النَّـاسِ أَنْ يَقُولُـوا فَضْــلُ فُـلانِ عَلَـى فُـلانِ
مَـنْ كُنْـتُ عَـنْ مَالِـهِ غَنِيّـاً فَـلاَ أُبَـالِـي إِذَا جَفَــانِـي
وَمَـنْ رآنِـي بِعَيــنِ نَقْـصٍ رَأَيْتُــهُ بِـاللتِــي رَآنِــي
وَمَـنْ رَآنِــي بِعَيــنِ تَـمٍّ رَأَيْتُــهُ كَـامِـلَ المَعَـانِـي
*************************************************
زِنْ مَنَ وَزَنْـكَ
زِنْ مَنَ وَزَنْـكَ بِـمَا وَزَنْـكَ وَمَـا وَزَنْـكَ بِـهِ فَـزِنْـهُ
مَنْ جَـا إِلَيـكَ فَـرُحْ إِلَيـهِ وَمَـنْ جَفَـاكَ فَصُـدَّ عَنْـهُ
مَـنْ ظَــنَّ أَنَّــكَ دُونَـه فَـاتْـرُكْ هَـوَاهُ إِذَنْ وَهِنْـهُ
وَارْجِـعْ إِلَـى رَبِّ العِبَــادِ فَكُـلُّ مَـا يَـأْتِيـكَ مِنْــهُ
يَا هَاتِكـاً حُـرمَ الرِّجَـالِ وَقَاطِعـاً سُـبُلَ المَوَدَّةِ عِشْـتَ غَيْـرَ مُكَـرَّمِ
لَوْ كُنْتَ حُـرَّاً مِنْ سُـلالَةِ مَاجِـدٍ مَا كُنْتُ هَتَّـاكـاً لِحُـرْمَةِ مُسْـلِمِ
مَنْ يَـزْنِ يُـزْنَ بِـهِ وَلَـوْ بِجِـدَارِهِ إِنْ كُنْـتَ يَـا هَـذا لَبيباً فَافهَـمِ
توكلت في رزقي على الله خـالقي وأيقنـت أن الله لا شك رازقي
وما يك من رزقي فليـس يفوتني ولو كان في قاع البحار العوامق
سيأتي بـه الله العظـيم بفضلـه ولو، لم يكن من اللسـان بناطق
ففي اي شيء تذهب النفس حسرة وقد قسم الرحـمن رزق الخلائق
تعصي الإله وأنت تظهر حبه هذا محال في القياس بديـع
لو كان حبك صادقا لأطعتـه إن المحب لمن يحب مطيـع
في كل يوم يبتديك بنعمــة منه وأنت لشكر ذلك مضيع
الإمام محمد بن ادريس الشافعي